مؤتمر مغربي يستهدف إشراك المغتربين لحفز الاقتصاد الوطني
سعيا لتسخير قدرات الجالية المغربية المغتربة بالخارج قام ساسة مغاربة بتأسيس شبكة "سفراء المقاولة". ويأملون من خلالها إشراك المغتربين في حفز الاقتصاد المغربي بوطنه الأم ورفع الوعي لدى المستثمرين الأجانب بمشاريع الاستثمار واسعة النطاق المتاحة لديهم.
رئيس الوزراء عباس الفاسي يقرأ بيانا للملك محمد السادس قال فيه إن "الاستثمار في أرض الوطن فرصة لمساعدة أبناء بلدكم".
أُنشئت مؤسسة دولية جديدة تتكون من فعاليات المغتربين المغاربة في أرض المهجر يوم 15 ديسمبر خلال مؤتمر "أسس الاستثمار" الخامس الذي عُقد في مدينة الصخيرات المغربية. وشارك فيه نحو 1500 من ساسة ومقاولين وأكاديميين من جميع أنحاء العالم واستغرق ثلاثة أيام قرب الرباط وذلك بهدف التعرف على سبل زيادة جاذبية الاقتصاد المغربي لدى المستثمرين الأجانب. ورغبة منها في حفز المغاربة المقيمين في بلدان المهجر على مساعدة بلدهم الأم، عقدت الحكومة مؤتمر السنة الجارية تحت عنوان "المستثمر المغربي في العالم: فعاليات الديبلوماسية الاقتصادية".
الشبكة التي تأسست خلال المؤتمر ستزوّد المغتربين المغاربة بفرص المشاركة في تنمية اقتصاد الوطن والعمل كسفراء خاصين لنشر الوعي في كل أنحاء العالم نيابة عن حكومة بلدهم. الشبكة الدولية تتكون من 23 عضوا مؤسسا وتستهدف إشراك المغتربين في تطوير التنمية الاقتصادية لبلدهم الأصلي ورفع الوعي لدى المستثمرين الأجانب بالحالة الراهنة في المغرب واستقطاب المشاريع الضخمة.
المهدي كسيكس رئيس قسم البحث بمؤسسة أمستردام الجديدة قال إن بعض الهيئات قائمة أصلا في البلدان الأجنبية وبأن المبادرة الجديدة ستُساعد في إضفاء المزيد من الفعالية على عملها.
أرباب العمل المغاربة يتفقون بأن طاقات المغاربة المغتربين من الناحية الاقتصادية بحاجة إلى أن تُسخّر حيث ذكر رئيس الفدرالية العامة للمقاولين المغاربة مولاي حفيظ العلمي أن المؤسسة قد أقامت قسما متخصصا في النظر في جميع الاستفسارات التي يقدمها المغتربون من ذوي الاهتمام بالاستثمار في بلدهم الأصلي. وأضاف أن المزيد منهم يسعى للاستثمار في المغرب ويحتاج للتوجيه بشأن أي القطاعات جديرة بالاستثمار.
وقال رئيس الوزراء عباس الفاسي إن الاستثمارات من قبل المغتربين ينبغي أن توجه للقطاعات الحيوية في الاقتصاد المغربي تماشيا مع مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية والتي تجري حاليا في البلاد.
وقالت رئيس شبكة المقاولات المغربيات في كندا مليكة إيزين لمغاربية إن سيدات الأعمال تلقين أصلا دعوات من جهات كندية لتقديم أمثلة عن نجاح سيدات الأعمال في وطنهن الأم. وقالت "نحن بحاجة إلى حفز سيدات الأعمال المتمركزات في كندا على الاستثمار في المغرب".
كما تسعى فرنسا أيضا إلى دعم أي مبادرة تساعد في أن يصبح المغتربون من ذوي الكفاءات المهنية الرفيعة بمثابة "سفراء الأعمال" لبلدانهم الأصلية حسب وزير الهجرة والهوية الوطنية الفرنسي بريس هورتوفوه.
وقال مُنظمو المؤتمر إن الأعضاء الجدد في المؤسسة سيعملون بصفة سفراء للمقاولات وكمصادر للمعلومات حول كيفية تصور المغرب من قبل رجال الأعمال الدوليين. ويقطن المشاركون في هذه المبادرة في بلدان بأوروبا والأمريكيتين وآسيا ويمثلون عددا من القطاعات النشطة. وتشمل هذه القطاعات التجارة والتكنولوجيا والمالية والاتصال والمبادرات القائمة على خدمة المجتمع المحلي والجامعات.
وفي رسالة قرأها الفاسي في الجلسة الختامية للمؤتمر، أعرب الملك محمد السادس عن أمله في أن يمثل المغتربون المغاربة "الفعاليات النشطة ويعلمون على تنفيذ المشاريع ليس فقط في المغرب وإنما في بلدان الإقامة".
وقال "الاستثمار في بلدكم الأصل فرصة لمساعدة أبناء بلدكم".